الخميس، 20 يناير 2011

لكل نبي صناعة

لما كانت الصناعة من أشرف المهن فقد علمها الله سبحانه وتعالى بعض رسله وأنبيائه الذين أرسلهم هداة للناس وقدوة لهم في حياتهم.

1) رسول الله نوح عليه السلام نجار ...أصنع الفلك
أمر الله سبحانه وتعالي نوح أن يصنع السفينة للنجاة من الطوفان الذى يعرق الكافرين فاستجاب نوح عليه السلام لأمر ربه وصنع السفينة من الخشب يقطعه ألواحا بمقادير مناسبة علي شكل الحوت ، والنجارة تحتاج إلي تناسب المقادير وتناسب المقادير لابد فيه من عمل الهندسة ولذلك كان من ائمة الهندسة من يعمل نجاراً مثل إبلونيس وأوقليدوس.











2) أبو الأنبياء إبراهيم الخليل بناء
مهنته البناء أمر الله سبحانه وتعالي إبراهيم الخليل ببناء الكعبة الشريفة بيت الله الحرام وأقامة أول بيت وضع للناس فاستجاب إبراهيم عليه السلام وسار وابنه اسماعيل الي مكان الكعبة فأعد معول الحفر وأدوات البناء وشرعا في البناء وكان البناء إبراهيم والعامل إسماعيل عليهما السلام ولما وضع الأساس وارتفع البناء وقصر طول إبراهيم عليه السلام عن تناول أعلي البناء طلب من ابنه إسماعيل أن يبحث عن حجر يقف عليه ليستطيع اتمام البناء فجاء إسماعيل عليه السلام بالحجر الأسود وقام عليه إبراهيم عليه السلام حتي أتم البناء وكانا يدعوان الله سبحانه وتعالي أن يتقبل منهما عملهما الخالص لله وحده كما جاء في سورة البقرة آية 127:
قال تعالي
" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" صدق الله العظيم












3) نبي الله داوود عليه السلام ملك ونبي وصانع
مهنته إلانة الحديد وصنع الدروع
وممَّا أفاض الله تعالى على نبيِّه داوود من النعم؛ أَنْ أَلانَ له الحديد وعرَّفه كيفيَّة استعماله. وقد جاءت هذه الآيات الكريمة لتشير إلى مادة الصناعة الأوليَّة وهي الحديد لدراستها والاستفادة من تطبيقاتها في الحياة العملية، وليس كما فعل كثير من المسلمين حيث اكتفَوْا بالتبرُّك بهذه الآيات وحُسْنِ تجويدها والطرب لقارئها. إنها تعطينا درساً في حسن استخدام ما أودعه الله لنا في الطبيعة من الطاقات والقوى والمعادن لنكون في مقدِّمة الأمم حضارةً ومدنيَّة، لأن الدِّين لا ينافي علوم الحياة بل يأمر بها ويسيران معاً خطوة بخطوة ويداً بيد ليحقِّقا سعادة البشرية جمعاء. وهذا ما فعله سلفنا الصالح حيث
أخذوا ما عند الأمم المتحضِّرة من مدنية وعلوم وزادوا عليها، انطلاقاً من الفهم السديد لآيات القرآن الكريم الكثيرة، الَّتي تلفت الأنظار للسير في هذا المضمار، ومنها ما نحن بصدد بيانه من آيات بيِّنات.
وفي ظلِّ هذا السياق يبدو أن داوود عليه السَّلام هو أوَّل من اكتشف خواصَّ جديدة للحديد بفضل الله وإلهامه له، وأنه يمكن تليينه وتسخيره للصناعات المدنية والحربية. فصنَّع منه الـدروع وآلات الحرب على أتمِّ النظم وأحكم الأوضاع. وروي أن الدروع قبله كانت تُصنَّع مصفَّحة، فكانت تُصلِّب الجسم وتثقِّله، فألهم الله داوود أن يصنِّعها رقائق، أو حلقات متداخلة متموِّجة ليِّنة، يسهل تشكيلها وتحريكها بحركة الجسم، وأمره بتضييق هذه الرقائق والحلقات لتكون محكمة لا تنفذ منها الرماح والسهام، وكان الأمر كلُّه إلهاماً وتعليماً من الله عزَّ وجل.
ولا يخفى على كلِّ ذي بصيرة، الروح المسالمة القويَّة الَّتي يوجِّه إليها‍ القرآن الكريم، فقد ذكر صناعة الدروع وهي سلاح دفاعي ولم يذكر صناعة الرماح وما شكل من الأسلحة الهجومية، إشارة إلى أن المؤمن لا ينبغي له أن يبدأ غيره من عباد الله بالاعتداء والهجوم، بل عليه أن يسالم من يسالمه، فإذا اختار الطرف الآخر العداء والحرب، فلا يواجه ضعفاً، بل يجد قوَّة تردعه وتردُّه إلى الصواب.

قال تعالي " وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء " البقرة آية 251 .
وقال تعالي في سورة الأنبياء " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم"

فقد علم الله سبحانه وتعالي داوود عليه السلام صناعة الدروع الحديدية لتحفظهم في الحروب من السيوف والسهام والحراب وقد اختص الله سبحانه وتعالي داوود عليه السلام بالقدرة علي تشكيل الحديد في صور مختلفة دون الحاجة إلي نار ومطرقة قال تعالي في سورة سبـأ " وألنا له الحديد أن اعمل سابغات و قدر فى السرد " و السابغات هى الدروع وقدر فى السرد اى تتناسب حلقلتها.

وذكر الحديث الشريف أن داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده فلم يمنعه الملك ولا النبوة عن العمل.

4) نبي الله إدريس خياطاً
مهنته نبي الله أدريس هو أول من خاط الثياب ولبسها وكانت الثيات من قبل ذلك من الجلود.

5) نبي الله لقمان كان خياطاً أيضا
وأخبر الله سبحانه وتعالي عن رسله وأنبيائه بأنهم كانوا يتخذون أسباب المعاش ويطلبون الرزق بالعمل والسعي كالصناعة والتجارة قال تعالي في سورة الفرقان " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق " صدق الله العظيم.

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " جعل رزقي تحت ظل رمحي " يعني من غنائم الغزوات.

وقال صلي الله عليه وسلم " أطلبوا الرزق في خبايا الأرض " يعني بالحفر والفرس والبحث عن كنوز الأرض من بترول ومعادن وذهب .. وقد كثر ذلك في هذا العصر.

فالعمل بالصناعة والحرف شرف الإنسان وكرامته امتاز به الأنبياء والرسل.

ولقد حض النبي صلي اله عليه وسلم علي العمل مهما يكن : في قوله " لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسال أحدا أعطاه أو منعه"

وفي حديث آخر : إن الله يحب المؤمن المحترف الضعيف المتعفف ويبغض السائل الملحف.

وفي الخبر : شر الفتيان المتعطل المتبطل.

فمن اقتدي بهداه وسار علي طريقه طريق العمل والنضال وتناول أسباب العيش عاش غنيا كريما في نفسه وليس هناك من الناس من هو أفضل من الأنبياء والرسل الذين كانوا يأكلون من عمل يدهم و صناعتهم.

ورأينا من الصحابة من كان يعمل بالتجارة ويجني الربح الوفير.

وكان لما له الأثر الكبير في نصرة المسلمين من هؤلاء الصحابة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.

فالعمل بالحرف و الصناعة شرف وواجب ديني واجتماعي ومنعه وحياة كريمة.

فأسوة بقادة الصناع والعمال من الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين هيا بنا ننهض بصناعتنا العربية التي فيها عزتنا ومتعتنا.

ولنعلم أن الله سبحانه وتعالي يحب الصانع والعامل المتقن لصناعته والمحسن لعمله . قال صلي الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"

وقال تعالي "فتبارك الله أحسن الخالقين" أي أتقن الصانعين
وقال تعالي "صنع الله الذي أتقن كل شيء"

ودعا النبي صلي الله عليه وسلم لمن أتقن عمله حيث قال "رحم الله من عمل عملاً فأتقنه"

بقلم د. م./ حافظ فؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق